cool hit counter قصة همسات البحر شغف محرم على شاطىء الساحل – 44 stories
  • Mon. Dec 1st, 2025

44 stories

stories

قصة همسات البحر شغف محرم على شاطىء الساحل

Byadmin

Nov 6, 2025

قصة همسات البحر شغف محرم على شاطىء الساحل

قصة همسات البحر شغف محرم على شاطىء الساحل

قصة همسات البحر شغف محرم على شاطىء الساحل

الجزء الأول

الساحل الشمالي، صيف 2020. كان البحر يهمس بأسراره، أمواجه تتكسر على الشاطئ كأنها تحاول تهدئة قلب منة المضطرب.

كانت تجلس على كرسي من القش أمام فيلا عائلتها البيضاء، ترتدي فستانًا خفيفًا أبيض يتمايل مع نسمات البحر، شعرها الأسود الطويل ينسدل على كتفيها كستارة حرير.

كانت في الثلاثين من عمرها، بشرتها مشربة بلون الشمس، لكن عينيها كانتا تحملان ثقل سنوات من الخيبات.

جاءت إلى الساحل هربًا من القاهرة، من زوجها كريم، من مشاجراتهما التي أصبحت كالروتين.

كريم الغارق في اجتماعاته الافتراضية خلال جائحة كورونا لم يعد يراها لم يعد يشعر بها.

كانت تشعر أنها أصبحت شبحًا في حياته كانت [منة] في السابق تحلم بأن تكون مصممة ديكور تقضي ساعات في رسم مخططات لمنازل خيالية، لكنها تخلت عن طموحها بعد زواجها

كريم أرادها زوجة تقليدية وهي بحبها الأولي له
استسلمت الآن وهي تجلس أمام البحر شعرت أنها فقدت نفسها.

كانت تحدق في الأفق حيث تذوب الشمس في الماء عندما سمعت خطوات خفيفة على الرمل التفتت فوجدت سامح الجار الجديد الذي استأجر الفيلا المجاورة.

كان رجلاً في أواخر الثلاثينيات طويل القامة ذو ملامح حادة وعينين عميقتين كأنهما تخفيان قصة لم تُروَ بعد.

كان يرتدي قميصًا أبيض مفتوحًا عند الصدر، يكشف عن بشرة محروقة بالشمس.”ما تيجي نتمشى على الشط؟” قال بنبرة فيها دعابة وتحدٍ.

ترددت منة للحظة لكن شيئًا في صوته ربما الدفء أو الجرأة دفعها لتقوم.

سارا معًا أقدامهما تغوص في الرمل البارد كان الحديث خفيفًا في البداية عن الجائحة التي أغلقت العالم عن الفيلات الخالية عن الساحل الذي يبدو كمدينة أشباح.

لكن مع كل خطوة كانت المسافة بينهما تتقلص توقفا عند حافة الماء حيث تلامس الأمواج أصابع قدميهما.

“إنتى مش زي الناس اللي هنا يا منة فيكِى حياة بس عينيكِ بتقول إنك محبوسة وكانت عيناه مثبتتان عليها.

كلماته كانت كالسهم أصابت مكانًا في قلبها لم يمسه أحد منذ زمن.

دون أن تدري وجدت يده تمسك بيدها كانت لمسته دافئة كهربائية أيقظت شيئًا بداخلها كان نائمًا.

اقترب منها والموجة التالية بللت فستانها فالتصق بجسدها يكشف عن منحنياتها تحت ضوء القمر.

“سامح…” همست لكن صوتها انقطع عندما اقترب أكثر شفتاه قريبتان من شفتيها.

لم يكن هناك قبلة لكن الهواء بينهما كان مشحونًا، مشبعًا برغبة لم تستطع منة إنكارها.

شعرت بدفء أنفاسه على بشرتها وجسدها يرتعش رغم حرارة الليل.

في تلك اللحظة نسيت كريم، نسيت خاتم الزواج الذي يثقل إصبعها.

كان هناك فقط البحر وسامح ونبض قلبها الذي يتسارع.

“تعالي نرجع للفيلا،” قال سامح بصوت أجش وكأنه يقاوم شيئًا بداخله.

سارت معه يداهما متشابكتين والتوتر بينهما يتصاعد كالمد البحري.

داخل الفيلا كانت الأضواء خافتة والنوافذ مفتوحة تسمح لنسيم البحر بالدخول.

جلسا على الأريكة قريبين جدًا حتى شعرت منة بحرارة جسده.

منة لو عايزة توقفي، قولي دلوقتي،” قال ذلك وعيناه تبحثان في عينيها عن إجابة.

لكنها لم تقل شيئًا بدلاً من ذلك اقتربت ووضعت يدها على صدره تشعر بنبضه السريع.

كانت لحظة استسلام لحظة سقطت فيها كل الحواجز قبّلها قبلة عميقة جائعة كأن كلاهما يحاول استعادة شيء ضائع.

يداه تسللتا تحت فستانها تلامس بشرتها وكل لمسة كانت كالنار التي تشتعل ببطء.

كانت منة تشعر بجسدها يذوب تحت يديه كأنها تعود إلى الحياة بعد سنوات من الجمود.

سقط الفستان على الأرض وكانا يتحركان في إيقاع واحد أجسادهما متشابكة مضاءة بضوء القمر المتسلل من النوافذ.

كانت أنفاسهما تتسارع وصوت الأمواج في الخلفية يحيط بهما كأنه عالم خاص بهما فقط.

في صباح اليوم التالي استيقظت منة في سريرها، الشمس تتسلل عبر الستائر.

كانت تشعر بمزيج من النشوة والذنب نظرت إلى هاتفها حيث وجدت رسالة من كريم: “هكون عندك بكرة.

لازم نتكلم.” كانت كلماته كالصاعقة. حاولت أن تتخيل مواجهته أن تخبره بما تشعر لكنها لم تستطع.

بدلاً من ذلك، قررت رؤية سامح مرة أخرى اتصلت به، واتفقا على لقاء في مكان منعزل على الشاطئ قرب الصخور الكبيرة حيث لا أحد يراهما.

كان البحر مضطربًا ذلك اليوم الأمواج تصطدم بالصخور بنوع من الغضب الجميل.

وقف سامح هناك يرتدي شورتًا أبيض وقميصًا مفتوحًا، جسده لامع تحت الشمس.

“إنتِ هنا ليه يا منة؟” سأل وكأنه يعرف الإجابة لكنه يريد سماعها منها.

اقتربت منه شعرها يتطاير مع الريح، وهمست، “عشان مش عارفة أعيش من غير اللي بحسّه معاك.” رغم اننا لسه عارفين بعض بس حسيت معاك انى عايشه من جديد

لم ينتظرا طويلاً جذبها إليه وقبّلها وسط رذاذ البحر الماء المالح يختلط بحلاوة شفتيه.

كانت القبلة عاصفة كأنها تحمل كل الرغبة المكبوتة التي كانت تخفيها.

يداه تسللتا تحت بلوزتها تتحسسان بشرتها المبللة وكل لمسة كانت كالشرارة.

استندت إلى صخرة جسدها يرتعش تحت يديه وهما يغرقان في لحظة لا مكان فيها للعالم الخارجي.

في تلك الليلة دعاها سامح إلى فيلته كانت الغرفة مضاءة بشموع صغيرة وصوت الموسيقى الخافتة يملأ المكان.

جلسا على الأريكة، وسرعان ما تحول الحديث إلى صمت مشحون. “أنا خايف يا منة،” اعترف سامح، صوته منخفض.

“خايف إني أحبك وأخسرك زي ما خسرت كل حاجة قبل كده.”

كشف لها عن ماضيه كان رسامًا في باريس لوحاته كانت تملأ المعارض الصغيرة لكنه فقد كل شيء بعد علاقة مدمرة مع امرأة استنزفت إبداعه.

عاد إلى مصر قبل عامين يحاول إعادة بناء حياته في الساحل الشمالي.

“لما شفتكِ، حسيت إني برسم تاني،” قال وعيناه تلمعان.

كلماته جعلت قلبها ينبض بقوة اقتربت منه ويدها تلامس صدره تشعر بنبضه قبّلها ويداه تتجولان على جسدها تتخللان شعرها ثم تنزلان إلى خصرها.

كانت ملابسهما تتساقط واحدة تلو الأخرى وهما يتحركان في إيقاع بطيء، كأنهما يحاولان إيقاف الزمن.

الشموع كانت ترسم ظلالًا على الجدران تعكس أجسادهما المتشابكة وصوت أنفاسهما يختلط بصوت الأمواج يغرقان فى نشوة لم يخططا لها ولكنها الاقدار هى من وضعتهما سويا

الجزء الثانى

كانت منة تقف أمام النافذة الكبيرة في غرفة المعيشة، تنظر إلى البحر الذي يهدر تحت ضوء القمر. كانت تشعر بثقل خاتم زواجها، كأنه يربطها بسلسلة غير مرئية إلى حياة لم تعد تشعر أنها ملكها. وصول كريم إلى الفيلا في ذلك الصباح جعلها تشعر وكأن العالم الحقيقي اقتحم حلمها مع سامح. كانت تحاول ترتيب أفكارها، لكن صورة سامح، لمسته، كلماته، كانت تطاردها كالأمواج التي لا تهدأ.في تلك اللحظة، رن هاتفها. كانت رسالة من سامح: “هستناكِ عند الصخور الساعة 12.” شعرت قلبها يقفز، مزيج من الخوف والشوق. كريم كان نائمًا في الغرفة الأخرى، لكنها لم تستطع مقاومة الرغبة في رؤيته.

ارتدت جاكيت خفيف فوق فستانها الصيفي وتسللت خارج الفيلا، حذرة كي لا توقظ زوجها. كان الشاطئ هادئًا، باستثناء صوت الأمواج ونباح كلب بعيد. وجدت سامح يقف عند الصخور، يرتدي سترة خفيفة وبنطال جينز، عيناه تلمعان تحت ضوء القمر.”إنتِ ليه جيتي؟” سأل، صوته خافت لكنه مشحون. اقتربت منة، يدها تلامس ذراعه. “عشان مش قادرة أبعد عنك.” كلماتها كانت كالاعتراف، كأنها تخلّت عن كل مقاومة. جذبها إليه، وقبّلها بنوع من اليأس، كأنه يخشى أن تكون هذه آخر مرة. كانت القبلة عميقة، مشبعة بالشوق، والماء المالح من رذاذ البحر يختلط بحلاوة شفتيه. يداه تسللتا تحت جاكيتها، تتحسسان ظهرها، وهي تشعر بحرارته تخترق برودة الليل. استندا إلى صخرة كبيرة، أجسادهما متلاصقة، وكل لمسة كانت كالنار تشتعل ببطء. كانت منة تشعر بجسدها يستجيب له، كأنها تذوب فيه، وكل ما حولها يختفي: كريم، الذنب، العالم بأسره.

عاد سامح إلى ماضيه في تلك اللحظة، وهو يروي لها قصته بين القبلات. كان قد أحب امرأة في باريس، راقصة باليه استحوذت على قلبه، لكنها تركته بعد أن استنزفت كل طاقته الإبداعية. “كنت بطّل أرسم بسببها،” قال، صوته يرتجف. “بس إنتِ، منة، خلّتيني أحس إني عايش تاني.” كلماته جعلت قلبها ينبض بقوة، لكنها أيضًا زادت من شعورها بالذنب. كانت تعلم أنها تخون كريم، لكنها لم تستطع التوقف.

كانت تشعر أنها تعيش لأول مرة منذ سنوات.في اليوم التالي، قررت منة زيارة سوق مارينا للهروب من التوتر الذي يخنقها. كانت الأسواق شبه خالية، باستثناء بعض الباعة الذين يرتدون الكمامات، يعرضون المأكولات البحرية والمجوهرات اليدوية. اشترت سمكة مشوية وجلست في مقهى صغير يطل على البحر، تحاول ترتيب أفكارها.

لكن صورة سامح كانت تطاردها، وكذلك صوت كريم الذي يتردد في ذهنها: “إحنا لازم نصلح اللي بينا.” كانت تعلم أنها لا تستطيع العودة إلى حياتها القديمة، لكنها لم تكن متأكدة مما تريده.في تلك الليلة، عندما عادت إلى الفيلا، وجدت كريم ينتظرها في غرفة المعيشة. كان يبدو منهكًا، عيناه محاطتان بهالات سوداء. “إنتِ كنتِ فين؟” سأل، صوته فيه نبرة شك. “كنت بتمشى،” أجابت منة، تحاول إخفاء ارتباكها. لكنه اقترب منها، ووضع يده على كتفها. “منة، أنا عارف إني مقصّر، بس أنا بحبك. إحنا ممكن نبدأ من جديد.” كلماته كانت صادقة، لكنها شعرت أنها تأتي متأخرة جدًا. كانت تريد أن تصرخ، أن تخبره عن سامح، عن الشغف الذي وجدته، لكنها صمتت.في اليوم التالي، قررت رؤية سامح مرة أخرى. اتفقا على لقاء في سيارته، على طريق الساحل المنعزل.

كان المطر يهطل بخفة، والنوافذ مغطاة بطبقة رقيقة من الرذاذ. جلسا في المقعد الخلفي، والموسيقى الخافتة تملأ الفضاء. “إنتِ هترجعيله، مش كده؟” سأل سامح، عيناه مليئتان بالألم. لم تجب منة، بل اقتربت منه، ووضعت يدها على وجهه. كانت القبلة التي تبادلاها تلك المرة مختلفة، مليئة باليأس والشوق.

كانت ملابسهما تتساقط بسرعة، وأجسادهما تتحرك في مساحة ضيقة جعلت كل لمسة أكثر كثافة. كانت يداه تتجولان على جسدها، وهي تتشبث به، كأنها تحاول الاحتفاظ به إلى الأبد. صوت المطر على السيارة كان كالستار، يخفي أنفاسهما المتسارعة.لكن الذنب كان ينمو داخل منة. في تلك الليلة، عندما عادت إلى الفيلا، وجدت كريم يعبث بهاتفها. “مين سامح؟” سأل فجأة، صوته حاد. شعرت منة بقلبها يهوي. كان قد رأى رسالة قديمة من سامح، لم تكن واضحة، لكنها كافية لإثارة شكوكه. “ده جارنا، بس صديق،” قالت، لكن صوتها كان يرتجف. نظر إليها كريم بنظرة لم ترها من قبل، مزيج من الغضب والألم. “أنا مش غبي، منة. أنا شايف إنك اتغيرتي.” لم تستطع الرد، بل خرجت إلى الشرفة، تحاول تهدئة أنفاسها.

كانت الفيلا غارقة في الصمت، باستثناء صوت الأمواج البعيدة التي تتكسر على الشاطئ. منة كانت جالسة على الأريكة في غرفة المعيشة، عيناها مثبتتان على الأرض، تحاول تجنب نظرات كريم الحادة. كانت كلماته الأخيرة، “أنا مش غبي، منة. أنا شايف إنك اتغيرتي،” لا تزال تتردد في أذنيها.

كان يقف أمامها، يرتدي قميصًا أبيض مكوى بعناية، كأنه لا يزال في مكتبه بالقاهرة. لكن عينيه كانتا تحملان شيئًا جديدًا، مزيجًا من الألم والغضب. “منة، إنتِ هتقوليلي الحقيقة ولاّ أنا اللي ألاقيها؟” سأل، صوته منخفض لكنه حاد كالسكين.لم تستطع الرد. شعرت وكأن حلقها جف، وكل كلمة حاولت قولها تحولت إلى صمت. كريم اقترب، وأخرج هاتفها من جيبه. “لقيت الرسالة دي،” قال، وهو يفتح شاشة الهاتف ويظهر رسالة من سامح: “مش قادر أستنى أشوفك تاني.” كانت الرسالة قديمة، منذ يومين، لكنها كانت كافية لتؤكد شكوكه.

منة شعرت بقلبها يهوي، كأن الأرض انشقت تحتها. “ده… بس كلام عادي،” حاولت القول، لكن صوتها كان ضعيفًا، غير مقنع. كريم رمى الهاتف على الأريكة، ونظر إليها بنظرة جعلتها تشعر بالعري. “عادي؟ إنتِ بتكدبي عليا، منة. وأنا كنت فاكر إننا ممكن نرجّع اللي كان بينا.”خرج كريم من الغرفة، تاركًا إياها وحيدة مع أفكارها. كانت تشعر بالذنب يعتصر قلبها، لكن جزءًا منها كان يشتاق إلى سامح، إلى الحرية التي شعرت بها في أحضانه. تسللت إلى غرفتها، وأغلقت الباب، تحاول تهدئة أنفاسها. نظرت إلى نفسها في المرآة، ورأت امرأة لم تعد تعرفها.

كانت تتذكر أيامها كمصممة ديكور، عندما كانت ترسم تصاميم غرف مليئة بالألوان والحياة. كانت تحلم بأن تملأ بيوت الناس بالجمال، لكنها تخلت عن ذلك من أجل كريم، من أجل زواج بدا واعدًا في البداية. الآن، شعرت أنها فقدت كل شيء: حلمها، زواجها، وحتى نفسها.في تلك الليلة، قررت أن ترى سامح. كانت تعلم أنها تمشي على حافة الهاوية، لكنها لم تستطع مقاومة الرغبة في رؤيته. أرسلت له رسالة: “هستناك عند المرسى الساعة 1.” كان المرسى مكانًا منعزلاً، حيث ترسو اليخوت الصغيرة التي استأجرها بعض الأثرياء في الساحل.

عندما وصلت، وجدت سامح يقف بجانب يخت صغير، يرتدي قميصًا أسود وبنطالًا خفيفًا، عيناه تلمعان تحت ضوء القمر. “إنتِ جريئة أوي إنك جيتي،” قال بابتسامة، لكن صوته كان يحمل قلقًا.صعدا إلى اليخت، الذي كان صغيرًا لكنه مريح، مع أريكة جلدية ونوافذ تطل على البحر. كان الهواء مشحونًا بينهما، كأن كلاهما يعلم أن هذه اللحظات قد تكون الأخيرة.

جلسا على الأريكة، وسرعان ما تحول الصمت إلى لمسات. قبّلها سامح، قبلة بطيئة، متعمدة، كأنه يتذوق كل لحظة. يداه تسللتا تحت فستانها، تتحسسان بشرتها، وهي تشعر بحرارته تنتقل إليها. كانت أنفاسهما تتسارع، وصوت الأمواج يحيط بهما كأنه يحتضن شغفهما. كانت منة تشعر بجسدها يستجيب له، كأنها تطفو على الماء، وكل لمسة منه كانت كالشرارة التي تشعلها.

سقطت ملابسهما على الأرض، وكانا يتحركان في إيقاع واحد، أجسادهما متشابكة، مضاءة بضوء القمر المتسلل من النوافذ.في تلك اللحظة، نسيت منة كل شيء: كريم، الذنب، العالم الخارجي. كان هناك فقط سامح، والبحر، والشوق الذي يربطهما. لكن عندما عادت إلى الفيلا في الفجر، وجدت كريم مستيقظًا، يجلس في غرفة المعيشة، ينتظرها. “كنتِ معاه، مش كده؟” سأل، صوته بارد كالجليد. لم تستطع منة الكذب هذه المرة. “كريم، أنا… أنا مش عارفة أعيش كده تاني،” قالت، دموعها تترقرق في عينيها. “إنتِ بتدمري كل حاجة بنيناها، منة،” ردّ، وخرج من الفيلا، تاركًا الباب يصدر صوتًا عاليًا.في اليوم التالي، حاولت منة التركيز على شيء آخر غير الاضطراب الذي يعصف بحياتها.

ذهبت إلى سوق مارينا مرة أخرى، حيث كانت الأجواء أكثر هدوءًا بسبب قيود كورونا. اشترت بعض الأقمشة الملونة، وهي تتذكر أيامها كمصممة. عندما عادت إلى الفيلا، وجدت رسالة من سامح: “تعالي فيلتي. فيه حاجة عايز أوريهالك.” كانت تشعر بالخوف والفضول في آن واحد، لكنها ذهبت.عندما دخلت فيلته، وجدته يقف أمام لوحة كبيرة مغطاة بقماش. كشف عنها، وكانت صورة لها: منة واقفة على الشاطئ، شعرها يتطاير مع الريح، عيناها مليئتان بالحياة. “دي إنتِ، زي ما شفتك أول مرة،” قال، صوته مليء بالعاطفة. كانت اللوحة مذهلة، مليئة بالألوان الحية، كأنها تعكس الشغف الذي أعاد إليه إبداعه. اقتربت منه، ودون كلمات، قبّلته. كانت القبلة مختلفة هذه المرة، مليئة بالأمل والخوف في آن واحد. يداه تسللتا إلى خصرها، وهما يتحركان نحو الأريكة. كانت ملابسهما تتساقط ببطء، وأجسادهما تتلاقى في رقصة بطيئة، كأنهما يحاولان الاحتفاظ بكل لحظة.

كانت اللوحة تشاهدهما من بعيد، كأنها شاهد على حبهما المحرم.لكن الذنب عاد ليطاردها. في تلك الليلة، عندما عادت إلى الفيلا، وجدت حقيبة كريم معبأة عند الباب. “أنا راجع القاهرة، منة. لو عايزة نكمل، لازم تختاري،” قال، وهو ينظر إليها بنظرة لم تحمل غضبًا هذه المرة، بل استسلامًا. كانت منة تشعر أنها تمزق بين عالمين: عالم الواجب مع كريم، وعالم الشغف مع سامح.

الجزء الثالث

كانت الفيلا مغمورة بصمت ثقيل، كأن الجدران نفسها تحتفظ بأسرار منة.

كريم غادر إلى القاهرة صباح ذلك اليوم، تاركًا وراءه كلماته القاسية: “لو عايزة نكمل، لازم تختاري.” كانت منة تجلس على الشرفة، تحدق في البحر الذي كان هادئًا بشكل غريب، كأنه يحتفظ بأنفاسه. كانت تشعر أنها تمزق بين عالمين: عالم الواجب مع كريم، الذي كان يمثل الأمان والاستقرار، وعالم الشغف مع سامح، الذي أعاد إليها الحياة.

لكن الذنب كان يعتصر قلبها، يذكرها بأنها تخون رجلاً أحبها يومًا، حتى لو كان ذلك الحب قد تلاشى.في تلك الظهيرة، قررت زيارة سوق مارينا مرة أخرى، محاولة الهروب من أفكارها.

كانت الأسواق شبه خالية، باستثناء بعض الباعة الذين يرتدون الكمامات، يعرضون المأكولات البحرية والحلي اليدوية. لكن حتى الألوان الزاهية للأقمشة لم تستطع أن تشتتها عن ذكرياتها.

كانت تتذكر أيامها كمصممة ديكور، عندما كانت ترسم تصاميم مليئة بالحياة، تحلم بأن تجعل كل غرفة تحكي قصة.

لكن تلك الأحلام توقفت عندما تزوجت كريم، الذي أرادها زوجة تقليدية، فاستسلمت، ظنًا منها أن الحب يكفي. الآن، شعرت أنها خسرت نفسها في هذا الاستسلام.تلقت رسالة من سامح: “فيه حفلة صغيرة الليلة عند فيلا قريبة. تعالي.” كانت الحفلات في الساحل نادرة تلك الأيام بسبب قيود كورونا، لكن بعض الشباب كانوا يتسللون إلى فيلات خاصة، يقيمون لقاءات سرية بعيدًا عن أعين السلطات. ترددت منة، لكن الرغبة في رؤية سامح، في الغرق في عالمه مرة أخرى، كانت أقوى منها.

ارتدت فستانًا أسود قصيرًا، يكشف عن ساقيها الطويلتين، وتوجهت إلى الفيلا التي أشار إليها.كانت الفيلا مضاءة بأضواء خافتة، والموسيقى الصاخبة تملأ المكان. كان هناك حوالي عشرة أشخاص، يرتدون ملابس صيفية، يضحكون ويرقصون رغم الحظر. وجدت سامح يقف عند الشرفة، يرتدي قميصًا كتانيًا مفتوحًا وبنطالًا أبيض، كأس نبيذ في يده. عندما رآها، ابتسم، لكن عينيه كانتا تحملان قلقًا. “إنتِ هنا،” قال، وهو يقترب منها. “ماكنتش متأكد إنك هتيجي.” أمسك يدها، وسحبها إلى زاوية هادئة بعيدًا عن الحشد.كان الهواء مشحونًا بينهما، كأن الموسيقى والضحكات حولهما لا تعنيهما. اقترب منها، ووضع يده على خصرها، عيناه تتجولان على ملامحها. “إنتِ زي لوحة

منة انا كل ما أشوفك، بحس إني عايز أرسمك من جديد،” قال، صوته أجش. كانت كلماته كالسحر، تجذبها إليه أكثر. قبّلها، قبلة بطيئة، عميقة، كأنه يحاول الاحتفاظ بها إلى الأبد. يداه تسللتا تحت فستانها، تتحسسان بشرتها، وهي تشعر بحرارته تخترقها. كانا يقفان في زاوية الشرفة، محاطين بستار من الظلام، وصوت الأمواج يختلط بأنفاسهما. كانت منة تشعر بجسدها يذوب تحت لمسته، كأنها تتحرر من كل القيود.غادرا الحفلة مبكرًا، وقررا القيادة على طريق الساحل.

في سيارة سامح القديمة، توقف في مكان منعزل، حيث الرمال تمتد إلى الأفق والبحر يهدر في الخلفية. “مش قادر أبعد عنك، منة،” قال، وهو ينظر إليها بنظرة مليئة بالشوق. لم تجب، بل تسللت إلى المقعد الخلفي، وهو تبعها. كانت السيارة ضيقة، لكن ذلك زاد من حميمية اللحظة. كانت ملابسهما تتساقط بسرعة، وأجسادهما تتحرك في إيقاع واحد، كأن العالم الخارجي توقف عن الوجود. يداه كانتا ترسمان خطوطًا على جسدها، وهي تتشبث به، أنفاسها تتسارع مع كل لمسة.

صوت المطر الخفيف الذي بدأ يهطل على السيارة كان كالستار، يخفي شغفهما عن العالم.في اليوم التالي، تلقت منة مكالمة من كريم. كان صوته باردًا، لكنه مليء بالتصميم.

“أنا راجع الساحل النهاردة. لازم ننهي الموضوع ده.” شعرت منة بقلبها ينقبض. كانت تعلم أن المواجهة لا مفر منها. عندما وصل كريم إلى الفيلا، وجدته يجلس في غرفة المعيشة، ومعه حقيبة صغيرة، كأنه مستعد للمغادرة نهائيًا. “منة، أنا شفت رسايلك معاه. أنا عارف كل حاجة،” قال، عيناه مليئتان بالألم. “إنتِ عايزة إيه؟ عايزة تدمري كل اللي بنيناه عشان واحد غريب؟”كانت كلماته كالسكين، تقطع قلبها. حاولت الدفاع عن نفسها، لكن الكلمات خانتها.

“كريم، أنا… أنا كنت ضايعة. إنتَ ماكنتش شايفني. كنت حاسة إني مش موجودة.” كان صوتها يرتجف، دموعها تترقرق في عينيها. “وإنتِ لقيتِ نفسك معاه؟” سأل، صوته مليء بالسخرية المريرة. لم تستطع الرد، لكنها شعرت بالحقيقة تثقل كتفيها. كريم نهض، وأمسك بحقيبته.

“أنا هفكر إذا كنتِ لسه عايزة تكوني جزء من حياتي. بس لازم تختاري، منة.” خرج من الفيلا، تاركًا إياها في صمت مدوٍ.في تلك الليلة، قررت منة رؤية سامح. كانت تشعر أنها على وشك الانهيار، لكنها احتاجت إليه أكثر من أي وقت مضى. وجدته على الشاطئ، يقف وحيدًا، ينظر إلى البحر.

“كريم عرف،” قالت، صوتها خافت. التفت إليها، عيناه مليئتان بالقلق. “وإنتِ هتعملي إيه؟” سأل. لم تجب، بل اقتربت منه، ووضعت يدها على صدره. كانت القبلة التي تبادلاها تلك المرة مليئة باليأس، كأنهما يحاولان التمسك بشيء يتلاشى. كان البحر هائجًا، الأمواج تصطدم بالصخور، وهما يقفان هناك، أجسادهما متلاصقة. يداه تسللتا تحت بلوزتها، تتحسسان بشرتها المبللة برذاذ البحر، وهي تشعر بحرارته كأنها الشيء الوحيد الذي يبقيها حية. كانت كل لمسة كأنها وداع، كأنهما يحفران هذه اللحظة في ذاكرتهما.

كانت منة تقف على الشرفة، تحدق في البحر الذي كان يلمع تحت ضوء القمر.

كانت الأمواج هادئة تلك الليلة، لكن قلبها كان عاصفًا. كلمات كريم الأخيرة، “لازم تختاري، منة،” كانت تتردد في ذهنها كجرس إنذار.

كانت تعلم أن الوقت ينفد، وأن عليها مواجهة الحقيقة: هل تستطيع العودة إلى حياتها مع كريم، أم أنها أصبحت ملكًا للشغف الذي وجدته مع سامح؟ لكن الذنب كان يثقل كتفيها، يذكرها بأنها خائنة، بأنها دمرت زواجًا كان يومًا مصدر أمانها.

في تلك الظهيرة قررت التجول في الأسواق الليلية بمارينا، محاولة الهروب من أفكارها. كانت الأسواق شبه خالية بسبب قيود كورونا، لكن بعض الباعة كانوا لا يزالون هناك، يعرضون الحلي الفضية والأقمشة الملونة.

اشترت شالاً حريريًا بلون البحر، وهي تتذكر أيامها كمصممة ديكور، عندما كانت تختار الألوان بعناية لتعكس مشاعر ساكني البيوت.

كانت تحلم بأن تملأ العالم بالجمال، لكنها تخلت عن ذلك من أجل كريم، من أجل حياة اعتقدت أنها ستكون كافية.

الآن، شعرت أنها خسرت كل شيء: حلمها، زواجها، وحتى هويتها.تلقت رسالة من سامح: “هستناك عند الشاطئ الليلة. فيه حاجة لازم نقولها.” كانت كلماته بسيطة، لكنها حملت ثقلًا جعل قلبها ينبض بقلق وشوق. ارتدت فستانًا أبيض خفيفًا، يتمايل مع نسمات البحر، وتوجهت إلى الشاطئ المنعزل حيث اعتادا اللقاء.

كان سامح يقف هناك يرتدي قميصًا أسود مفتوحًا وبنطالًا خفيفًا، شعره يتطاير مع الريح. كانت عيناه مليئتين بالعاطفة، لكنها لاحظت أيضًا ظلال الحزن فيهما. “منة، أنا مش عارف إذا كنتِ هتختاريه، بس أنا عايزك تعرفي إني بحبك،” قال، صوته يرتجف.

كانت الكلمات كالصاعقة لأنها المرة الأولى التي يعترف فيها بحبه.

اقتربت منه، يدها تلامس وجهه، وشعرت بدفء بشرته تحت أصابعها. “سامح، أنا خايفة،” همست. “خايفة أخسر كل حاجة، بس كمان خايفة أعيش من غيرك.” لم يجب بالكلمات بل جذبها إليه وقبّلها بنوع من اليأس والشوق.

كانت القبلة عميقة كأنها تحمل كل ما لم يستطيعا قوله.

كان البحر هائجًا تلك الليلة، الأمواج تصطدم بالصخور، ورذاذ الماء يبلل ملابسهما. يداه تسللتا تحت فستانها، تتحسسان منحنياتها، وهي تشعر بحرارته كأنها النار التي تذيب كل خوفها. استندا إلى صخرة أجسادهما متلاصقة، وكل لمسة كانت كأنها وعد ووداع في آن واحد. كانت منة تشعر بجسدها يذوب تحت يديه، كأنها تتحرر من كل القيود، وصوت الأمواج يحيط بهما كأنه عالم خاص.

في تلك اللحظة كشف سامح عن المزيد من ماضيه. “لما خسرتها في باريس، حسيت إني خسرت نفسي،” قال وهو ينظر إلى البحر. “كنت برسم عشانها، بس لما سابتني، بطلت أحس بالألوان.

إنتِ اللي ردتيلي ده يا منة.” كلماته جعلت قلبها ينبض بقوة، لكنها أيضًا زادت من شعورها بالذنب. كانت تعلم أن حبه لها حقيقي، لكنها لم تكن متأكدة إذا كانت تستطيع أن تكون الشخص الذي يستحقه.

في اليوم التالي، عاد كريم إلى الفيلا. كان يبدو مختلفًا هذه المرة، أكثر هدوءًا، كأنه قد اتخذ قرارًا. جلسا في غرفة المعيشة، والبحر يهدر في الخلفية. “منة، أنا فكرت كتير،” قال، عيناه مثبتتان عليها.

“أنا عارف إني كنت مقصر، بس أنا مستعد أشتغل على نفسي. بس لازم أعرف: إنتِ عايزة نكمل ولاّ خلاص؟” كانت كلماته صادقة، لكنها شعرت أنها تأتي متأخرة جدًا. كانت تريد أن تخبره أنها لم تعد تحبه بنفس الطريقة، لكن الكلمات علقت في حلقها. “أنا محتاجة وقت، كريم،” قالت أخيرًا، وهي تعلم أنها تؤجل الحقيقة.

تلك الليلة قررت منة رؤية سامح للمرة الأخيرة قبل اتخاذ قرارها.

وجدته في فيلته يقف أمام لوحة جديدة، هذه المرة صورة للبحر تحت القمر، مليئة بالألوان العميقة. “دي عشانك،” قالها وهو ينظر إليها بنظرة مليئة بالأمل والخوف.

اقتربت منه ودون كلمات قبّلته كانت القبلة مليئة بالشوق، كأنهما يحاولان الاحتفاظ بكل لحظة. كانا على الأريكة، ثم على الأرض، ملابسهما تتساقط ببطء وأجسادهما تتحرك في إيقاع واحد، مضاءة بضوء الشموع. كانت يداه ترسمان خطوطًا على جسدها، وهي تشعر بنبضه، بحرارته، كأنها تعيش لأول مرة منذ سنوات.

كانت اللوحة تشاهدهما من بعيد، كأنها شاهد على حبهما المحرم.

في صباح اليوم التالي وقفت منة على الشاطئ، حافية القدمين، الرمال الباردة تحت أقدامها. كانت تحمل الشال الحريري الذي اشترته من السوق، وهي تفكر في قرارها. كريم كان ينتظرها في الفيلا، وسامح كان ينتظرها في عالم آخر، عالم مليء بالشغف والمخاطرة. كانت تعلم أن اختيارها سيغير حياتها إلى الأبد.

هل ستعود إلى كريم، إلى الأمان والاستقرار، أم ستختار سامح، الذي أعاد إليها الحياة لكنه يمثل المجهول؟نظرت إلى البحر، وتركت الشال يسقط من يدها، يتطاير مع الريح.

كانت تشعر أنها تقف على حافة العالم، وأن القرار الذي ستتخذه سيحدد من ستكون. لكن في تلك اللحظة لم تكن متأكدة من شيء سوى أن البحر سيظل يحتفظ بأسرارها مهما اختارت.

الان ساترك لكم ان تختاروا بدلا منها تلك النهايه وان تكتبوا انتم النهايه كما تشعرون بها

الى هنا تنتهى كلماتى فى قصتى التى اتمنى ان تنال رضاكم

قصة همسات البحر شغف محرم على شاطىء الساحل

قصة همسات البحر شغف محرم على شاطىء الساحل

قصة همسات البحر شغف محرم على شاطىء الساحل

قصة همسات البحر شغف محرم على شاطىء الساحل

قصة همسات البحر شغف محرم على شاطىء الساحل

By admin

Leave a Reply